كالجمر تحت الرماد، صفة تصلح ان تطلق على العلاقة ما بين الجارتين
الكوريتين، خصوصاً وان الشمال قد صعد من لهجته وأفعاله، في أستفزاز واضح ضد
الجنوب، وكأن "الفتى الشرس" كيم جونغ الذي أعتلى عرش الشمال، يطمح
لممارسة سيادته ، ممارسة رجولته، عبر القتل والحرب.
طلقة واحدة من الشمال إلى الجنوب أو العكس قد تكلف دول الخليج
العربي والعرب نحو 700 مليار دولار، حال هاجمت كوريا الشمالية بقيادة "الفتى
الشرس"، جارتها الجنوبية.
التبادل التجاري بين دول الخليج وشرق آسيا، وصل إلى أكثر من 800
مليار، منها 700 مليار مع دول قد تدخل تلك الحرب إذا أشتعلت، وهي الصين واليابان
وكوريا الجنوبية بطبيعة الحال.
حجم التبادل التجاري بين الخليج وكوريا وصل إلى 112 مليار دولار،
والتبادل التجاري مع الصين وصل إلى أكثر من 180 مليار دولار، أما اليابان فتحتل
حصة الأسد بمقدار 500 مليار دولار مع الدول العربية بشكل عام، منها ما يقارب 300
مليار دولار مع دول الخليج.
ولا يقتصر تأثير هذه الحرب إذا اندلعت على الدول العربية او
الخليجية، بل سيهدد الإقتصاد العالمي برمته، الأمر الذي يحتم على الدول الكبرى
التدخل لإيجاد الحلول، وفوق ذلك كله، فـ"الفتى الشرس" يمتلك قنابل نووية
قد يستخدمها إذا ما شعر بأنه في الزاوية.
الأكثر مرارة من خسارة الـ 700 مليار فور أندلاع الحرب، هو فقدان
الإمدادات اللوجستية من شرق آسيا، مثل قطع غيار السيارات، خصوصاً وان السيارات
الكورية واليابانية تحقق نسب بيع خيالية، سواء في الدول العربية أو الخليجية أو في
العالم.
إن اندلاع الحرب شرقاً، هو إعلان حرب على العال، وعلينا نحن،
ودولنا مطالبة بالتدخل والوقوف مع العالم لمواجهة مثل هذه الكارثة إذا وقعت،
ومطالبة أيضاً بالمشاركة في الجهود الدولية لمنع وقوعها، فتجنب الحرب أفضل من
معالجة آثارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق