ثامر طيفور:
![]() |
سوق شعبي بالعاصمة اليمنية صنعاء |
عين عذاري تسقي البعيد وتترك القريب، مثل
يصلح لوصف العلاقة بين الاستثمارات الخليجية والجارة اليمن، تلك الدولة "شبه
الخليجية" والتي تعتبر الخزان السكاني لشبه الجزيرة العربية.
يعيش أكثر من 45% من سكان اليمن تحت خط الفقر، أي انهم يتلقون أقل من
دولارين يومياً، ومنهم 17% تحت خط الفقر العالمي، أي انهم يتلقون أقل من دولار
يومياً، كما تنتشر البطالة بين 35% من الشباب اليمني القادر على العمل، ويقدر
متوسط دخل الفرد اليمني بـ 1260 دولار سنوياً فقط.
ان اقتصادات دول الخليج اما فرصة ذهبية لدخول اليمن، خصوصاً وان
الحكومة اليمنية تشرع أبوابها للمستثمرين الخليجيين، فالتسهيلات الحكومية والأيد
العاملة الرخيصة، وفرص الاستثمار في المعادن والنفط و الأسماك والزراعة والسياحة
والمواصلات كبيرة جداً في اليمن.
حيث تطل اليمن على البحر الأحمر والمحيط الهندي بأكثر من 2000 كلم
مربع وتمتلك أكثر من 200 جزيرة، وأثبتت الدراسات الحكومية ان اليمن يستغل من 1 إلى
2% فقط من مخزونة السمكي، كما ان اليمن غنية جداً في الجانب الزراعي، لكنها لا
تصدر مزروعاتها بكميات تجارية بسبب ضعف اقتصادها.
وتشتهر أرض اليمن بزراعة البن، بل أن البن اليمني هو أجود أنواع البن
على الإطلاق، وكذلك السمسم والقطن والتبغ والقات، الذي يستهلك أكثر من 40% من ماء
اليمن وتحاول الحكومة التقليل من زراعته، إلا ان الأحكام والأعراف القبلية تقف
دائماً بالمرصاد.
وتشتهر اليمن بكثرة قلاعها قمنطقة واحدة مثل آب فيها أكثر من 2500
قلعة وحصن في مساحة تعادل مساحة البحرين، كما أن قرب الجبال الشاهقة من البحر، جعل
في اليمن جواً بديعاً، ويمكن استغلاله سياحيا، فالشواطئ اليمنية الحارة صيفاً
لطيفة شتائاً، تتكامل مع الجبال اللطيفة صيفاً والممطرة شتائاً.
إن التبادل التجاري اليميني الخليجي وصل إلى 9,652 مليار دولار، وهذا
رقم هزيل جداً إذا ما قارناه بما يمكن ان تستفيد منه دول الخليج من الاستثمار في اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق